انعقدت صباح يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 الجلسة الثانية من الدورة العادية لشهر أكتوبر للمجلس الجماعي لمرتيل، برئاسة السيد مراد أمنيول رئيس المجلس، وبحضور باشا مدينة مرتيل، ونواب الرئيس، وأعضاء المجلس، ومدير المصالح الجماعية، إلى جانب ممثلي المصالح الجماعية ومصالح باشوية مرتيل المعنية، وممثلي الهيئات الاستشارية والمجتمع المدني، وعدد من المنابر الإعلامية.
في مستهل الجلسة، عبر رئيس المجلس عن تهانيه الخالصة للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بمناسبة فوزه المستحق بـكأس العالم التي احتضنتها دولة الشيلي، معتبرا هذا الإنجاز مصدر فخر واعتزاز لكل المغاربة، ودليلا على تميز الشباب المغربي وقدرته على التألق عالمياً.
وقد تمحور جدول أعمال الجلسة حول نقطتين أساسيتين، النقطة الأولى ارتبطت بمناقشة مشروع ميزانية جماعة مرتيل برسم سنة 2026. حيث قدم السيد الرئيس شروحات مستفيضة حول رؤية المجلس لإعداد وثيقة الميزانية، مبرزا المراحل التي مرت منها وفقا لمقتضيات القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات، وانطلاقا من المبادئ التي تمت مناقشتها داخل اللجان الدائمة. كما أوضح أن إعداد الميزانية استند إلى القوانين المؤطرة والمراسيم والدوريات الوزارية، مع اعتماد تشخيص دقيق للوضعية المالية للجماعة وملاءمتها مع المتطلبات التنموية للمدينة.
وخلال المناقشة، قدم أعضاء المجلس مجموعة من المداخلات والتوصيات التي انصبت في مجملها على تحسين المداخيل وتنمية الموارد المالية للجماعة. حيث تم تقديم ملتمس موجه إلى الوزارة الوصية من أجل دعم خاص لتدبير الموسم الصيفي، والرفع من حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة (TVA). كما طرح بعض الأعضاء تساؤلات حول مدى قدرة الجماعة على تحقيق الأرقام المبرمجة في بعض فصول المداخيل، مشددين على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وعاجلة لتثمين الممتلكات الجماعية وتحسين مردوديتها.
وتناول النقاش أيضا موضوع ضعف المداخيل خلال الموسم الصيفي، مقارنة مع الإقبال الكبير الذي تعرفه المدينة في هذه الفترة، مع الإشارة إلى عدم استفادة الجماعة من مداخيل الشاطئ. كما دعا المتدخلون إلى تبني رؤية جديدة للقطاع السياحي كرافعة أساسية لتنمية الموارد المالية وتحسين جودة الخدمات المقدمة، واقترح بعض الأعضاء إحداث رسم ضريبي خاص بالأكرية الصيفية بهدف تعزيز المداخيل الجماعية.
في معرض رده على هذه المداخلات، أكد السيد مراد أمنيول أن وثيقة الميزانية مبنية على الصدق والواقعية، مشيراً إلى أن المجلس يبذل جهودا كبيرة لتنمية المداخيل، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة. وأضاف أن تعديل القرار الجبائي ساهم في تحقيق عدالة جبائية بين مختلف الفئات والمناطق، مبرزا أن الميزانية تستند إلى أرقام حقيقية مأخوذة من السنتين الأخيرتين. كما أوضح أن الجماعة لا تتحكم في بعض الرسوم المرتبطة بالحالة المدنية والمصادقة على الوثائق ورسوم البناء، لكنها تمكنت رغم ذلك من الحفاظ على التوازن المالي خلال الولاية الحالية دون الوقوع في العجز.
وأكد الرئيس أن الوضع الخاص لمدينة مرتيل وما تعرفه من إقبال كبير خلال الموسم الصيفي، يفرض على المجلس المطالبة بالرفع من حصة المدينة من الضريبة على القيمة المضافة (TVA)، لتغطية النفقات الإضافية الناتجة عن الضغط الموسمي الكبير على الخدمات والمرافق.
أما بخصوص باب المصاريف، فقد قدم رئيس المجلس توضيحات مفصلة حول مبررات ارتفاع بعض الفصول، خاصة تلك المتعلقة بالقطاعات الحيوية. وأوضح أن الجماعة تتحمل مصاريف إجبارية تشكل نسبة كبيرة من ميزانيتها، مشيراً إلى أن قطاع النظافة وحده يستحوذ على أكثر من 40% من مجموع المصاريف. كما أكد أن الاتفاقيات المبرمة تكلف الجماعة ما يفوق 5 مليون درهم، وأن مجموع النفقات الإجبارية يعادل 88.5% من الميزانية.
ورغم هذه الالتزامات الثقيلة، أكد السيد الرئيس أن الوضعية المالية للجماعة تبقى مريحة ومستقرة، مما يتيح لها إمكانية الاستثمار في بعض القطاعات ذات الأولوية، مشيرا إلى أن بعض المصاريف عرفت انخفاضا مقارنة بالسنوات الماضية بفضل سياسة الترشيد والتحكم في النفقات كما أكد مجددا على أن جماعة مرتيل ماضية في نهجها القائم على الحكامة الجيدة وترشيد الموارد المالية، بهدف تحقيق تنمية محلية مستدامة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يواكب الدينامية التي تعرفها المدينة ومكانتها كوجهة سياحية وطنية بارزة.
و في ختام مناقشة هذه النقطة, تمت المصادقة على باب المداخيل باجماع الأعضاء الحاضرين, كما تمت أيضا المصادقة باجماع الأعضاء الحاضرين على كل باب متعلق بالنفقات.
أما النقطة الثانية من جدول أعمال الجلسة، فقد خصصت لـلدراسة والمصادقة على الدعم والمساعدة لفائدة الجمعيات الرياضية برسم سنة 2025.
وفي هذا الإطار، قدم رئيس المجلس عرضا تطرق فيه إلى أهمية دعم القطاع الرياضي باعتباره رافعة أساسية للتنمية المحلية، ومجالا حيويا يحتضن طاقات شبابية واعدة تسهم في إشعاع مدينة مرتيل على المستويين الجهوي والوطني. كما تطرق للشروط و المعايير الموضوعة قبل توزيع الدعم مؤكا أن توزيع الدعم يتم وفق معايير شفافة وواضحة تراعي الأداء الرياضي، وحجم الأنشطة، وعدد المستفيدين، واحترام الجمعيات للقوانين التنظيمية والمساطر المعمول بها.
وقد شهدت هذه النقطة نقاشا مثمرا بين أعضاء المجلس، الذين أجمعوا على ضرورة الرفع من قيمة الدعم الموجه للجمعيات الرياضية بالنظر إلى التزاماتها المتزايدة وصعوبة تدبير مواسمها الرياضية، خاصة في ظل ما تعرفه المدينة من توسع ديمغرافي ونشاط رياضي متنوع.
وفي ختام مناقشة هذه النقطة، أكد السيد الرئيس أن جماعة مرتيل ستواصل دعمها الدائم للمجال الرياضي في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى تمكين الشباب من فضاءات ملائمة للإبداع والتألق، وجعل الرياضة ركيزة أساسية للتنمية المحلية وتعزيز صورة المدينة كوجهة رياضية وسياحية متميزة. و قد تم التصويت على هذه النقطة باجماع الأعضاء الحاضرين.
و في ختام الجلسة, قام رئيس المجلس السيد مراد أمنيول بتلاوة برقية الولاء و الاخلاص للسدة العالية بالله, صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.






